الجمعة، 19 يناير 2024

طوبى لمن شغلته أحواله عن أحوال الخلق



. مَجَانِيـنُ عَلى أعْتَابِهم يَسْجُدُ العَقْلُ
هل أنت من المصلين ؟!
كثيرون يحرصون على أداء الصلاة فى أوقاتها .. لكنهم ليسوا من المصلين !!

إن الله طيب لا يقبل إلا طيب، وليس بظلام للعبيد ، .. فامتحن نفسك واتهم عملك !!
.. ففى هذه الواقعة الإجابة .. تلك الواقعة التى دارت مجرياتها بين سيدى أحمد البدوى وشيخ الإسلام ابن دقيق العيد .
***
كان الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد قاضي القضاة بالديار المصرية قد سمع من العوام بالشيخ أحمد البدوى وأحواله وكراماته، فسافر إلى طندتا ليقف بنفسه على حقيقة الرجل ، فلما التقاه أفزعه احمرار عينى الرجل كأنهما بركتين من الدم وحدثته نفسه : " أنه ربما بهذا الرجل  مس من الجنون " !!
وقبل أن يفيق من حديث النفس فوجئ بالبدوى يقول :
مَجَانِيـنُ إِلا أنَّ سِـرَّ جُنُونِهـمْ  *** عَجِيبٌ عَلى أعْتَابِهم يَسْجُدُ العَقْلُ
وأمام هذه الحال من الكشف ، قال ابن دقيق العيد : يا أحمد! هذا الحال الذي أنت فيه مخالف للشريعة ، فإنك لا تُصلّي، ولا تحضر الجماعة! 
فرد البدوى : .. وهل انت من المصلين ؟!
ـ ابن دقيق العيد : نعم
ـ البدوى :هل قرأت قوله تعالى :" إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)  ..فهل أنت من المصلين ؟! 
ـ ابن دقيق العيد : احسبنى منهم .
ـ البدوى : لست منهم ، فقد طلب إليك أحد تلاميذك ثوبا يستر بدنه وفى خزانة ثيابك أربعون جبة، فلم تعطه سوى خرقة تأكلت أطرافها، فهل أنت من المصلين ؟! .. اذهب يارجل وانشغل بحالك عن أحوال الخلق ، وداوى عيب نفسك ، ولا تنسى أن تصلح خطئين فى نسخة مصحفك.
***
وجد بن دقيق العيد نفسه فى حضرة رجل يكشف له ما خفى عنه من أحواله ولولا أدب الولاية لفضحه ، وعندما عاد إلى القاهرة تفحص مصحفه ليكتشف خطئين وقع فيهما الناسخ .... يا سبحان الله ، طوبى لمن شغلته أحواله عن أحوال الخلق .
اكتب بعفوية،وبلاترتيب،فلاتاخذعلى ان اخطأت في التعبير

ليست هناك تعليقات:

.ان غبت عنكم ولم ترونى

.ان غبت عنكم ولم ترونى
فهذه مشاركاتى ــ بالخير تذكرونى