الاثنين، 3 ديسمبر 2012

لقد اسمعت لو ناديت حيا




الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على إمام المهتدين نور العين قائد الغر المحجلين سيدنا محمد المأمون الأمين و على آله اهل التقى و صحابته اهل الوفا و من لسيرهم اقتفى


السلام عليكم و رحمة الله

قال مولانا امير المؤمنين باب مدينة العلم النبوي علي ابن طالب في مذاكرته الشهيره لسيدنا كميل :
" يا كميلُ بنَ زيادٍ ، القلوبُ أوعيةٌ فخيرُها أوعاها ، إحفظ ما أقول لك : 
الناسُ ثلاثةٌ : فعالمٌ ربانيٌ ومتعلِّمٌ على سبيلِ نجاةٍ وهمجٌ رَعاعٌ أتباعُ كلِ ناعقٍ يميلون معَ كلِ ريحٍ ، لم يستضيئوا بنورِ العلمِ ولم يلجأوا إلى ركنٍ وثيقٍ ، العلمُ خيرٌ من المالِ ... "

"مات خُزَّانُ الأموالِ وهم أحياء ، والعلماءُ باقون ما بقي الدهرُ ، أعيانُهم مفقودةٌ وأمثالُهم في القلوب موجودةٌ ، 
هاه ، إن هاهنا ء وأشار بيده إلى صدره ء علماً لو أصبتُ له حمَلةً، بلى أصبتُهُ لَقِناً غيرَ مأمونٍ عليه يستعملُ آلةَ الدينِ للدنيا يستظهرُ بحُجَجِ الله على كتابِه وبنعمِهِ على عباده ، أو مُنقاداً لأهلِ الحق لا بصيرةَ له في إحيائِهِ يقتدِحُ الشكُ في قلبه بأولِ عارضٍ من شُبهةٍ ، لا ذا ولا ذاك ، أو منهوماً باللذاتِ سَلِسَ القِيادةِ للشهوات أو مُغرىً بجمعِ الأموالِ والادّخارِ وليسا من دعاة الدين ، أقربُ شَبَهاً بهما الأنعامُ السائمةُ ... "
ألا إني اخبركم يا اخوتي ، ألا إنّي اخبرّكم يا أحبابي ... ان هذا عصر فتنة متلاطمة الأمواج ... لا ترى فيها الا همجا رعاع اتباع كل ناعق .. ما فيها الا همج رعاع و لو صلّوا النفل و صاموا الدهر ... 
قال إمام العارفين سيد الأولين و الآخرين صل الله عليه و سلم : 
(أما إنها ستكون فتنٌ بعدي القاعد فيها خير من الماشي والماشي خير من الساعي إليها، فإذا نزَلَتْ بكم فليلحق صاحب إبلٍ بإبلهٍ وصاحب غنم بغنمه وصاحب أرضٍ بأرضه)، قال له قائل: أرأيت يا رسول الله رجلاً ليس له غنم ولا إبل ولا أرض؟ قال: (يعمد إلى سيفه فيدق حدَّهُ بحجر ثم يعتزل تلك الفرق حتى يأتيه الموت وهو على تلك الحال)
أي يعتزل الفتنه و اهل الفتنه حالا و مقالا و يلتزم نفسه ...
و قد سأل مولانا حذيفه بن اليمان سيدنا رسول الله عن هذا الوقت : 
(فما تأمرني يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: تَدَعُ تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك)
لا جبنا و لا خوفا ... و لكن سبق السيف العذل و القوم لهم قلوب لا يفقهون بها و لهم اعين لا يبصرون بها و لهم آذان لا يسمعون بها ... فاعتزولهم ..

"كذلك يموت العلمُ بموت حامليه " فوا حسرتاه ، و يا حسرة من لم يحصل من نورهم نورا 


" اللهم بلى لا تخلو الأرضُ من قائمٍ لله بحجةٍ لِئلا تَبطُلَ حُجَجُ اللهِ وبَيّناتُهُ ، أولئك هم الأقلون عدداً الأعظمون عند الله قدراً ، بهم يدفعُ اللهُ عن حُجَجِهِ حتى يُؤَدّوها إلى نُظَرائهم ويزرعوها في قلوبِ أشباهِهم "
قوم كالنجوم يرون من السما ، منارات الاهتدا و الاقتدا ...

" هجمَ بهمُ العلمُ على حقيقةِ الأمرِ فاستلانوا ما استوعرَ منه المُترَفون وأنِسوا بما استوحش منه الجاهلون ، صحبوا الدنيا بأبدانٍ أرواحُها مُعَلَّقةً بالمنظر الأعلى ، أولئك خلفاءُ الله في بلاده ودعاتُه إلى دينه "

قال الله تعالى : وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا 

"هاه ، هاه شوقاً إلى رؤيتهم وأستغفر الله لي ولك " 

اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد
" إذا شئتَ فقم "


ليست هناك تعليقات:

.ان غبت عنكم ولم ترونى

.ان غبت عنكم ولم ترونى
فهذه مشاركاتى ــ بالخير تذكرونى