الثلاثاء، 5 يوليو 2022

وِرْدُ المُضْطَرِّ



{ وِرْدُ المُضْطَرِّ } 
يُقرأ في وقت السَّحَر او بعد صلاة العصر 
فيه دعوة مُستجابه عند الإضطرار ولا يُقرأ إلا فى حالات الإضطرار

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{ يَـٰآيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الفُقَرَآءُ إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ 
  إَن يَشَأ يُذهِبكُمْ وَيَأتِ بِخَلقٖ جَدِيدٖ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيز }
 اللَّهُمَّ إِنَّكَ غَنِىٌّ لَا غِنَى عَنْكَ. وَ وَلِىٌّ لَا عِوَضَ مِنْكَ ، وَ مِفْضَالٌ بِلَا سَبَبٍ . وَمَنَّانٌ قَبْلَ الطَّلَبِ . أَبْرَزْتَ الْوُجُودَ مِنَ الْعَدَمِ وَ أَوْدَعَتَهُ دَلَائِلَ الْقِدَمِ . وَوَسِعْتَهُ رَحْمَةً وَ عِلْمَاً . وَ أَحَطْتَ بِهِ سُلْطَانَاً وَ حُكْمَاً فَلَمْ تَغِبْ ذَرَّةٌ مِنْهُ عَنْ عِلْمِكَ ، وَلَمْ تَخْرُجْ لَحْظَةٌ عَنْ حُكْمِكَ . 
وَ رَبَّيْتَهُ بِرَحْمَانِيَّتِكَ . وَتَوَلَّيْتَهُ بِقَيُّومِيَّتِكَ . وَ حَمَلْتَهُ عَلَى مُقْتَضَى اخْتِيَارِكَ وَحِكْمَتِك . وَ أَلْزَمْتَهُ الْفَقْرَ الذَّاتِىَّ وَ الْعَجْزَ الأَصْلِىَّ . 
فَكَانَ افْتِقَارُهُ فِى نَيْلِ غِنَاكَ ظَاهِرَاً . وَ لِسَانُ عَجْزِهِ لِقَيُّومِيَّتِكَ ذَاكِرَاً . وَ كَمَّلْتَ نَقَائِصَةُ بِدَلَائِلِهَا عَلَيكَ ، وَ حَسَّنْتَ شَدَائِدَهُ بِسَوْقِهَا إِلَيكَ .
 فَمَا انْفَكَّ وَاقِعٌ عَنْ حِكْمَةٍ . وَلَا خَلَا مَوْجُودٌ مِنْ نِعْمَةٍ .
 وَ أَجْرَيْتَ الْقَلُوبَ عَلَى وِفْقِ مُرَادِكَ . فَحَجَبْتَهَا بِإِرَادَتِهَا عَنْ سَابِقِ مُرَادِكَ . فَصَارَ الْعَبْدُ مُثَابَاً وَ مُعَاقَبَاً لِذَلِكَ . وَ تَعَرَّفْتَ لَهُمْ بِجَمِيلِ صِفَاتِكَ . وَ بَاهِرِ آيَاتِكَ . فَأَبْرَقْتَ لَهُمْ مَحَاسِنَ إِحْسَانِكَ . 

وَ اسْتَحَثَّهُمْ مُنَادِى امْتِنَانِكَ . فَطَارَتْ أَرْوَاحٌ بِأَجْنِحَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ إِلَى بِسَاطِ إِنِّى أَنَا اللّٰهُ رَبُّ الْعَالَمينَ . فَغَابُوا إِذَا شَهِدُوا وَجَادُوا إِذَا وَجَدُوا . وَسِيقَ آخَرُونَ بِعَصَا الْاضْطِرَارِ . إِلَى كُنُوزِ الرَّحْمَةِ وَ مَهَبِّ الأَسْرَارِ فَحَمِدُوا الْعَنَا . إِذْ ظَفِرُوا بِالْمُنَى .وَاسْتَحْسَنُوا البِدَارَ إِذْ حَامُوا حَوْلَ الدَّارِ . وَتَاهَ الْمَخْذُولُونَ فِى مَهَامِهِ الْحِيرَةِ . 
إِذْ حُرِمُوا صَادِقَ الْاضْطِرَارِ . وَنَافِعَ الْمَعْذِرَةِ . وَنَوَّرْتَ بَصَائِرَ الْمُوَفَّقِينَ بِمَعْرِفَتِكَ . فَوَجَدُوكَ فِى كُلِّ جَمِيلٍ . وَ حَمَدُوكَ بِالْكَمَالِ وَالتَّكْمِيلِ . 

وَ انْفَرَدْتَ بِالإِمْدَادِ . كَمَا انْفَرَدْتَ بِالإيجَادِ . وَ تَعَالَيْتَ حَتَّى عَجَزَ الْكُلُّ عَنْكَ . وَتَدَانَيْتَ حَتَّى لَم يَكُنْ أَقْرَبَ مِنْكَ . وَ أَطْمَعَ فَضْلُكَ الْذْنِيبِينَ ، وَ أَرْجَفَ عَدْلُكَ الْمُقَرَّبِينَ ، وَاقْتَضَى غِنَاكَ أَنْ خَلَقْتَ الْوُجُودَ لِلْجُودِ . وَ زَيَّنْتَ قَهْرِكَ بِالإِحْسَانِ الْمَشْهُودِ . وَغَلَبْتَ الْمَظَاهِرَ حِلْمَاً وَ مَنَّاً ، وَجَعَلْتَ رَحْمَتَكَ لِمَا عِنْدِى ثَنَا . وَعَلِمْتَ أَنْ لَا سَبِيلَ إِلَا إِلَيْكَ وَلَا غِنَىً لِأَحَدٍ عَنْكَ . فَكُنْتَ الدَّلِيلَ وَ المَطْلُوبَ . وَ عَظُمَتْ النِّعْمَةُ عَلَى كُلِّ مَرْبُوبٍ . فَلَم يَزَلِ الحَمْدُ لَكَ إِن رَحِمْتَ وَ الْحُجَّةُ لَكَ عَلَى مَنْ آمَنَ أَخِذْتَ . يَا مَنْ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ .

اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَا سَبَبَ لِى أَتَمَسَّكُ بِهِ ، وَلَا حِيلَةَ لِى أَرْجِعُ إِلَيْهَا . وَلَا قُوَّةَ لِى أَتَسَلَّى بِهَا ، وَلَا رُكْنَ لِى أَفْزَعُ إِلَيهِ . وَلَا سَنَدَ لِى أَعْتَمِدُ عَلَيهِ . فَلَا تَشَــوُّقَ إلّا إِلَيكَ . وَلَا عُذْرَ لِى بَيْنَ يَدَيْكَ . فَإِنْ رَدَدْتَنِى لِوَصْــفِى فَإِلَى أَيْنَ يَذْهَبُ الطَّرِيدُ وَإِن رَحِمْتَنِى عَلَى مَا فِىَّ ، فَأَنْتَ أَرْأَفُ رَبٍّ بِالْعَلِيدِ ، يَا مَن لَا يَمْقُتُ الْمُتَرَدِّدِينَ ، وَلَا يَعَافُ الْمُتَلَوِثِينَ . يَا مَن لَا يَتَثَافَلُ عَنِ الْمَلْهُوفِينَ ، وَلَا يَتَبَرَّمُ عَنِ الْمَصْرُوفِينَ . يَا مَنْ لَا يَنْهَرُ السَّائِلِينَ وَلَا يَمَلُّ الْقَابِلِينَ . يَا مَن لَا يُمْهِلُ الْمُحْتَاجِينَ . وَلَا يَعْتَذِرُ لِلرَّاجِينَ . يَا سَمَيعَ أَنِينِ المُنْكَسِرِينَ . يَا رَحِيمَ حَنِينِ الْمُضْطَرِّينَ . يَا مَنْ إِغَاثَتُهُ فِى الشَّدَائِدِ مَشْهُودَةٌ . وَأَلْطَافُهُ فِى الْمَضَايِقِ مَعْهُودَةٌ . يَا مَنْ أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئَاً أَن يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ .

 فَسُبْحَانَ الَّذِى بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَئٍْ وَإلَيْهِ تُرْجَعُونَ . إِلَهِى قَدْ اشْتَدَّ حَبْلُ الْاضْطِرَارِ . وَتَعَذَّرَ إِلَّا إِلَيْكَ الْفِرَارُ . وَ انْقَطَعَ مِنْ سِوَاكَ رَجَائِى . وَ ضَاعَ إِلَى غَيْرِكَ الْتِجَائِى . وَحُرِمْتُ فِى غَيْرِ بَابِكَ فَلَا تَحْرِمْنِى ، وَأَيِسْتُ مِنْ سِوَاكَ فَلَا تُيْئِسْنِى . وَ غَرِقَتْ نَفْسِى فِى جِنَايَتِى . وَ عَجَزَ التَّدْبِيرُ وَ أَنْتَ غَنِىٌّ عَنْ مُؤَاخَذَتِى . وَ أَنَا إلَى عَفْوِكَ فَقِيرٌ فَبِغِنَاكَ عَنِّى إِلَّا رَحِمْتَ فَقْرِى وَبِتَمَكُّنِكَ مِنِّى إِلَّا قَبِلْتَ عُذْرِى . وَ بِعَظِيمِ عَفْوِكَ إِلَّا نَسَخْتَ هَجْرِى  . وَ بِضِيَاءِ وَجْهِكَ إِلَّا أَطْلَعْتَ فَجْرِى . إَلَهِى لَوْ كُنْتَ لَا تَرْحَمُ الْمُسْــتَحِقِّينَ مَا رَجَوْتُكَ . وَ لَوْ كُنْتَ لَا تَقْبَلُ إِلَّا الْمُخْلِصِينَ مَا أَتَيْتُكَ ، وَ لَكِنْ عَاقَتْنِى الأَعْمَــالُ . وَ خَانَتْنِى الآمَـالُ .

 وَ وَصَــلْتُ قَاطِعِى . وَقَدَّمْتُ مَانِعِى . فَأَوْقَفَتْنِى الذُّنُوبُ مَوَاقِفَ الذُّلِّ . وَ أَخْرَجَتْنِى مِنْ حَرَمِ النَّجَاةِ إِلَى مَخَاوِفَ الْحِلِّ . وَطَمَعَتْ فِى مَقَاتِلِى سِهَامُ فِعْلِى . وَ أَثْبَتْنِى لِلْمَكَارِهِ زَلَّاتُ فِعْلِى . وَ لَيْسَ لِى مِنْ بَعْدِ جَاهِكَ مُشْتَكَى . وَلَا مَلَاذُ يَسْمَعُ مَنْ دَعَا . أَوْ يَرْحَمُ مَنْ بَكَى . فَإِلَى مِنْ أَفِرُّ إِن لَمْ تَحْمِنِى ، وَ بِمَنْ أَسَــتَغِيثُ إِن لَمْ تُغِثْنِى . وَمَنْ أَرْجُوهُ إِنْ تُخَيَّبْنِى . وَمَنْ أَدْعُوهُ إِن لَمْ تُجِبْنِى . وَمَنْ أَتَضَــرَّعُ إِلَيهِ إِن لَمْ تَرْحَمْنِى . وَمَنْ أَتَمَلَّقُ بَيْنَ يَدَيْهِ إِن لَمْ تَقْبَلْنِى . وَ بَابَ مَنْ أَقْرَعُ إِنْ تَكِلْنِى ، وَ مَنْ بِهِ أَتَمَتَّعُ إِن لَمْ تَكُن لِى 
إِلَهِى مَنِ الَّذِى أَمَّلَكَ فَحَرَمْتَهُ . وَ مَنِ الَّذِى تَعَلُّقَ بِكَ فَصَرَمْتَهُ . وَمَنِ الَّذِى تَرَدَّدَ إِلَيكَ فَرَدَدْتَهُ . وَمَنِ الَّذِى نَزَلَ بِكَ فَطَرَدْتَهُ وَمَنْ ذَا الَّذِى اسْتَنْصَرَ  بِكَ فَخَذَلْتَهُ ، وَمَنْ ذَا الَّذِى تَعَزَّزَ بِكَ فَأَذْلَلْتَهُ . وَمَنِ الَّذِى تَسَتَّرَ بِكَ فَفَضَحْتَهُ ، وَمَنْ ذَا الَّذِى تَطَارَحَ عَلَيكَ فَطَرَحْتَهُ . يَا مَنِ احْتَجَبَ عَنِ الأَبْصَارِ وَلَم يَحْتَجِبْ عَنْ حَاجَةِ أَهْلِ الْاضْــطِرَارِ . يَا مَنْ غَلَبَتْ رَحْمَتُهُ الْقَوَاطِعَ ، وَتَنَزَّهَ بَابُهُ عَنِ الْمَوَانِعِ . ضَرَبَتِ الْمُلُوكُ حِجَابَهَا . وَأَنْتَ عَنِ الْمُضْطَرِّينَ غَيْرُ مَحْجُوبٍ ، وَسَدَّتِ الأَغْنِيَاءُ أَبْوَابَهَا وَبَابُكَ عَنِ الْفُقَرَاءِ غَيْرُ مَسْدُودٍ . وَ وَقَّتَتِ الأَجْوَادُ نَوَالَهَا وَنَوَالُكَ فِى سَائِرِ اللَّحَظَاتِ مَعْهُودٌ . وَ مَقَتَتِ الٍكِرَامُ مَن يُكْثِرُ سُؤَالَهَا ، وَأَنْتَ لَا تَمْقُتُ مَن يَعُودُ . وَفَقَدَ الْمُحْسِنُونَ مَن لَا يُحْسِنُ طَلَبَهُمْ ، وَ أَنْتَ كَيْفَمَا طَلَبَكَ السَّائِلُ مَوْجُودُ . وَ أَجْمَعَتِ الأَسْخِيَاءُ عَلَى مَنْعِ عُصَاتِهَا وَ أَنْتَ دَائِمَاً عَلَى الْعُصَـاةِ تَجُودُ . وَصُرِفَتِ الْوُجُوهُ عَنِ المُتَمَلِّيقِينَ وَ وَجْهُكَ عَمَّن يَتَمَلَّقُ

وَعُرِفَ الْمُتَصَدِّقُونَ بِمَنْعِ غَيْرِ الْمُسْتَحِقِّينَ ، وَأَنْتَ بِرَحْمَةِ مَن لَا يَسْتَحِقُّهَا مَعْرُوفٌ . وَكَرِهَتِ الرُّحَمَاءُ مَن يَدُلُّ عَلَيهَا ، وَ أَنْتَ تُحِبُّ مَنْ يَدُلُّ عَلَيكَ ، وَ أَبْعَدَتِ الْعُظَمَاءُ مَن يُوصِّلُ إِلَيهَا ، وَ أَنْتَ تُقَرِّبُ مِن يُوصِّلُ إِلَيكَ ، فَكَيفَ أَجْزَعُ وَقَدْ فَتَحْتَ لِى بَابِكَ إِذْ أُغْلِقَتِ الأَبْوَابُ ، وَيَسَّرْتَ لِى جَنَابَكَ إِذْ تَعَذَّرَ كُلُّ جَنَابٍ ، وَ كُلَّمَا أَتَيْتُكَ عَبْدَاً لَئِيمَاً وَجَدْتُكَ رَبَّاً كَرِيمَاً ، فَمَا فَارَقْتُ وَصْفِى وَلَا فَقَدْتَ جَمِيلَ وَصْفِكَ . وَلَا غُبِنَتُ فِى شِدَّتِى مِنْ تَدَارُكِ لُطْفِكَ حَتَّى مَحَتْ مَحَاسِنُكَ وَهْمْ خَيَالِى وَأَثْبَتَ جَمِيلُكَ شَمْسَاً عَلَىَّ رَغْمً اللَّيَالِى ، فَكَيْفَ أَتَخَلَّى عَنْكَ وَ أَنْتَ الَّذِى يَسْتَحِى أَنْ يُخَيِّبَ يَدَ الْعُفَاةِ . وَ كَيْفَ أُسِئُ بِكَ الظَّنَّ وَأَنْتَ الَّذِى يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَ يَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ ، وَ كَيْفَ أُجِيْبُ دَاعِىَ اليَأْسِ مِنْكَ وَ قَدْ تَكَفَّلْتَ بِالإِجَابَةِ لِلْمُضْطَرِّينَ . وَكَيْفَ تَقْطَعُنِى عَنْكَ الذُّنُوبُ وَقَدْ أَدْلَلْتَ عَلَى نَفْسِكَ الْمُتَحَيِّرِينَ . يَا مَنْ قَالَ : 
{وَإذَا سَأَلَكَ عِبَادِي فِإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ }
إِلَهِى كُلُّ مَنِ اسْتَشَرْتُهُ يَدُلُّنِى عَلَيكَ . وَكُلُّ مَنْ قَصَدْتُهُ يَدْفَعُنِى إِلَيكَ . وَقَدْ آيَسَـتْنِى التَّجَارِيبُ مِنْ سِوَاكَ . وَ دَفَعَنِى الْاضْطِرَارُ إِلَى غِنَاكَ ، وَرَدَّنِى لِبَابِكَ حُسْنَ ظَنِّى فِيكَ . وَ أَلْجَأَنِى حَرُّ تَلَافِى إِلَى ظِلِّ تَلَافِيكَ . إِنْ تُقْصِنِى فَمَالِى مِنْ بَعْدِكَ  حَبِيبٌ . وَ إِنْ تُدْنِنِى فَمَا ضَرَّنِى أَن لَا يَكُونَ لِى مِنْ غَيْرِكَ نَصِيبٌ . فَكَيْفَ أَغْتَرُّ بِسِوَاكَ وَ هُوَ سَرَابٌ . وَ كَيْفَ أَسْلُو بِهِ وَ مَا عَلَى التُّرَابِ تُرَابٌ . وَ كَيْفَ أَعْتَمِدُ عَلَى غَيْرِكَ وَ هُوَ زَائِلٌ . وَ كَيْفَ أَمِيلُ إِلَى سِوَاكَ وَهُوَ مَائِلٌ . إِلَهِى مَا لِشِدَّتِى مِنْ بَعْدِكَ انْفِرَاجٌ . وَلَا لِىَ مِنْ أَسْرِ الذُّنُوبِ إِن لَمْ تَمُنَّ إِخْرَاجٌ ، وَلَا يُرْجَى لِعِلَتِى غَيْرُ دَوَاكَ ، وَلَا يُبَّرِدُ حُرْقَتِى شَئٌْ سِــوَاكَ . وَقَدْ رَكِبْتُ عِنْدَ تَمَوُّجِ الزَّمَانِ فِيمَا أَخْشَاهُ ، وَ عُزْتُ سَوَاحِلَ النَّجَاةِ يَا رَبَّاهُ يَا رَبَّاهُ .

إِلَهِى كَيْفَ أَضِيعُ وَأَنْتَ الرَّحِيمُ . وَ كَيْفَ أَتَعَفَفُ وَأَنْتَ الْغَنِىُّ الْجَوَّادُ . وَ كَيْفَ لَا أَعُودُ وَ أَنْتَ الَّذِى تُحِبُّ الْعُوَّادَ . وَقَدْ حَمَلَنِى كَرَمُكَ عَلَى طَلَبِكَ . وَ تَعَلَّقَتْ عَوَائِدُ إِحْسَــــانِكَ الْقَلْبَ بِكَ . فَأَبَتِ الرُّوحُ أَنْ تَحِنَّ لِغَيْرِكَ . وَ اقْتَضَى فَضْلُكَ أَن لَا أَيْأَسَ مِنْ خَيْرِكَ . فَلَوْ أَيْأَسْــتَنِى . لَرَجَوْتُكَ فَكَيْفَ إِنْ أَطْمَعْتَنِى . وَلَوْ طَرَدْتَنِى مَا بَرِحْتُ عَنْكَ ، فَكَيفَ إِذا آوَيْتَنِى ، وَلَوْ أَوْحَشْتَنِى لَتَسَلَّيْتُ بِكَ ، فَكَيفَ إِذَا آنَسْتَنِى . فَأَنْتَ الْمَحْمُودُ إِعْطَاءٍ وَ مَنْعَاً . وَ الْمَحْبُوبُ وَفَاءً وَ جَمْعَاً . يَا وَلِيِّ فِى غُرْبَتِى . يَا مُؤْنِسِــى فِى وَحْشَتِى يَا نُورِى فِى ظُلْمَتِى . يَا رُكْنِى فِى شِدَّتِى ، يَا كَنْزِى فِى عَيْلَتِى . يَا رَجَائِى حِينَ تَنْقَطِعُ حِيلَتِى . لَا تَذَرْنِى فِى حَرِّ الزَّمَانِ وَ أَنْتَ ظِلِّى . وَلَا فِى مَقْتِ الْحِرْمَانِ . وَأَنْتَ سُؤْلِى . وَلَا فِى فَقْدِ الْهِجْرَانِ وَ عَلَيكَ تَلَهُّفِى ، وَلَا فِى صَــفْقَةِ الخُسْرَانِ وَإِلَيكَ تَشَوُّقِى . وَلَا تَكِلْنِى إِلَى مَن لَا يَرْحَمُ اضْــطِرَارِى وَلَا يَقْبَلُ اعْتِذَارِى . فَلَا مَفَرَّ لِى مِنْ بَعْدِكَ . وَلَا غَوْثَ لِى إِلَّا مِنْ عِنْدِكَ .
 وَقَدْ مَالَ كُلُّ مُؤَمَّلٍ عَنِّى وَ مَلَّ كُلُّ مُسْتَغَاثٍ مِنِّى .

 وَأنْتَ تُغْنِى عَنْ كُلِّ شَىْءٍ وَلَا شَىْءَ يُغْنِى عَنْكَ ، فَكَيْفَ لَا أَفِرُّ لِغِنَاكَ مِنْ فَاقَتِى . وَكَيْفَ لَا أَفْزَعُ لِعِزِّكَ مِنْ ذِلَّتِى. وَكَيْفَ لَا  أَسْتَغِيثُ وَقَدْ جَارَ التَّلَفُ وَلَا مُجِيرُ ، وَكَيْفَ لَا أُنَادِى وَغَيْرُ عِلَاجِكَ فِى هَذِهِ حَقِيرُ ، وَكَيْفَ لَا  يَحْمِلُنِى إِلَى الرُّكُونِ إِلَيكَ انْقِطَاعِى ، وَكَيْفَ لَا يُلْجِئُنِى لِلتَّعَلُّقِ بِكَ ضَيَاعِى . وَكَيْفَ لَا يُحَسِّنُ إِحْسَانُكَ ظَنِّى ، وَكَيْفَ لَا تُذْهِبُ شَوَاهِدُ فَضْلِكَ حُزْنِى . فَقَدْ رَحِمْتَنِى عَلَى مَا تَعْلَمُ مِنِّى . وَأَسْرَفْتُ عَلَى نَفْسِى __ وَلَمْ تُقَنِّطْنِى وَرَأَيْتَنِى عَلَى مَا تَكْرَهُ وَلَمْ تُعَاجِلْنِى ، وَمَدَدْتُ إِلَيكَ يَدَ الضَّرَاعَةِ فَلَمْ تُؤَجِلْنِى ، وَوَسِعَ إِحْسَانُكَ طَمَعِى . وَضَاعَ ضَيَاعِى إِذْ وَجَدْتُكَ مَعِى . فَلَمْ تُحِْوِجْنِى إلَى تَرْجُمَانٍ وَلَا تُقِيتُ لِى بِزَمَانٍ . فَكَيْفَ يَسَعُنِى إِلَى غَيْرِكَ الْفِرَارُ . وَأَنْتَ أَرْحَمُ مَا تَكُونُ عِنْدَ الْاضْطِرَارِ . يَاذَا الْجُودِ الْعَمِيم . الَّذِى لَا يَتَقَيَّدُ بِزَمَانٍ . وَلَا يَخْتَصُّ بِمَكَانٍ ، يَاذَا الْفَضْل الْعَظِيمِ الَّذِى تُصِيبُ بِهِ مَنْ تَشَاءُ كَيْفَمَا كَانَ . رَفَعَتِ الشَّدَائِدُ حِجَابَ الأَوْهَامِ . وَ أَزَالَتِ الْمَضَايِقُ الْخَيَالَ عَنِ الأَفْهَامِ ، فَرَأَيْتُ فِى بَيْتِ الْعَنْكَبُوتِ مَن رَكَنَ لِسِوَاكَ . وَضَلَّ عَنِّ كُلُّ مَنْ أَدْعُوهُ إلَّا إِيَّاكَ . 

إِلَهِى كُنْتُ عَدَمَاً فَأَوْجَدْتَنِى وَغَيْبَاً فَأَشْهَدْتَنِى . وَحَائِرَاً فَأَدْلَلْتَنِى . وَجَاهِلَاً فَأَشْعَرْتَنِى . وَغَافِلَاً فَأَلْهَمْتَنِى . وآيِسَاً فَأَطْعَمْتَنِى . وَمُعْرِضَاً فَتَعَرَّضْتَ لِى وَمُنْكِرَاً فَتَعَرَّفْتَ لِى ، وَزَاهِداً فَتَزَيَّنْتَ لِى . وَنَاقِصَاً فَلَمْ يَكُنْ مِنِّى نَقْصٌ إِلَّا قَابَلَهُ مِنْكَ كَمَالٌ حَتَّى نَفِدَتْ نَقَائِصِى __ وَلَا نَفَادَ لِكَمَالِكَ . فَهَا أَنَا أَتَلَوَّنُ فِى امْتِنَانِكَ . وَأَتَنَزَّهُ فِى سُلْطَانِكَ ، أَجِدُكَ مَهْمَا طَلَبْتُكَ . وَأُشَاهِدُكَ إذَا ذَكَرْتُكَ . حَسْبِى عُددِى عَظُمَتْ نِعْمَتُكَ عَنْ شُكْرِى . وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ عَنْ فِكْرِى وَذِكْرِى . اجْعَلْ تَعَلُّقِى فِدَاءً عَنِ التَّعَلُّقِ بِغَيْرِكَ . وَافْتِقَارِى إِلَيكَ مُحَقِّقَاً لِلاسْتِغْنَاءِ بِكَ . يَامَنْ خَلَقَ الْخَلْقَ لِيَرْبَحُوا عَلَيهِ . يَامَنْ تَعَرَّفَ لَهُمْ بِالرَّحْمَةِ لِيَرْجِعُوا إِليهِ . تَعَالَيْتَ عَنْ مَدَارِكَ الأَفْهَامِ ، فَجَعَلْتَ رَحْمَتَكَ إِلَى مَعْرِفَتِكَ سَبِيلَاً . وَجَلَّ سَبِيلُ فَضْلِكَ عَنِ الإِمْكَانِ فَجَعَلْتَ فَضْلَكَ عَلَى فَضْلِكَ دَلِيلَاً ، وَتَنَزَّهْتَ عَنْ ثَانٍ فَجَلَّلْتَ الْبَاطِنَ بِالظَّاهِرِ تَجْلِيلَاً . وَنَمَتْ عَلَيكَ ضُرُوبُ الإِحْسَانِ فَصَارَ كُلُّ رَجَاءٍ فِى جَنْبِ فَضْلِكَ قَلِيلَاً . وَتَرَدَّدَتْ إِلَيكَ أَهْلُ الْعِصْيَانِ فَلَم يَأْخُذْ الْكُلُّ عَنَكَ إِلَّا جَمِيلَاً . فَلَم يَنْقَطِعْ مِنْكَ رَجَاءُ الْمُقَصِّرِينَ وَلَا تَعَدَّى فَضْلَكَ سُؤَالُ الْمُجْتَهِدِينَ . إلَهِى إِنْ كُنْتُ أهْلَاً لِلْمَنْعِ فَأَنْتَ أَهْلٌ لِلإعْطَاءِ وَإِنْ كُنْتُ بَادِىَ الْعَيْبِ فَأَنْتَ أَكْرَمُ مَنْ غَطَّى . وَإِنْ عُرِفْتُ بِالإِسَاءَةِ فَأَنْتَ الْمَعْرُوفُ بِالإِحْسَانِ ، وَإنْ عُدْتُ لِلْجَهَالَةِ فَأنْتَ الْعَوَّادُ لِلْغُفْرَانِ . وَإِنْ نَادَيْتُكَ لِفَاقَتِى فَمَنْ أَخْلَاقِكَ إِغَاثَةُ اللَّهْفَانِ ، وَإِنْ عَجَزَ عَنِى فِعْلِى فَأَنْتَ عَلَى رَحْمَتِى قَدِيرٌ ، وإنْ صَغُرَ حَالِى عَنْ سُؤَالِى فَلَا شَىْءَ عَلَيكَ كَبِيرٌ . فَإِنْ عَدَلْتَ فَإِنَّكَ خَبِيرٌ بَصِيرٌ . وَإِنْ تَفَضَّلْتَ فَمَا عَلَيكَ تَحْجِيرٌ فَبَدَّلْ دَمِى مَعَ أخْلَاقِى بِخُلُقٍ حَمِيدٍ . وَحَوِّلْنِى عَمَّا تَكْرَهُ إِلَى مَا تُحِبُ وَتُرِيدُ .  وَأَسْرِجْ بَاطِنِى نُورَ الْيَقِينِ ، وَزَيِّنْ ظَاهِرِى بِسِمَاتِ الصَّادِقِينَ وَغَيِّبْ قَبَائحِى فِى جَمِيلِ أَوْصَافِكَ . وَتَدَارَكْنِى قَبْلَ نُفُوذِ الْقَضَاءِ بِأَلْطَافِكَ .

يَا لَطِـيـــــــفُ ( 129 ) وَ تَوَلَّنِى حِينَ تَنْقَطِعُ الْأَسْبَابُ وَالْعَلَائِقُ . وَيَسِّرْ  لِى الشَّهَادَةَ عِنْدَ الْمَوْتِ بِلا عائِقٍ . 
 إِلَهِى إِلَيكَ أَشْكُو مَا تَنَزَّهَ عَنْ سُؤلِى وَكَرَّ عَنْ حَالِى وَغَلَبَ صَبْرِى وَعَلَا عَنْ ذِكْرِى . وَإِنْ جَاوَزَ حَدَّ الْإِمْكَانِ فَمَا جَاوَزَ الإِحْسَانَ . فَإِنْ نَطَقَتْ كَانَ سَفَهَاً مِنِّى . وَإِنْ سَكَتُّ مَا سَكَتَ حُبُّهُ عَنِّى . وَكُلَّمَا هَجَمَتْ جِنَايَتِى عَلَى نَفْسِى أَبَِى فَضْلُكَ أَنْ يَسْتَقِرَّ يَأْسِى فَكَمْ جَازَ فِى رَجَائِكَ الْمُحَالُ . وَمَا أَثَّرَ فِى فَضْلِكَ سُوءُ حَالٍ . يَا أَوَّلُ بِغَيْرِ ابْتِدَا يَا آخِرُ بِغَيْرِ انْتِهَا يَا ظَاهِرُ بِلَا تَكْيِيفٍ . يَا باطنُ بِلَا تَشْبِيهٍ . ياذا الْقُوَّةِ الْمَتِينُ يَا حَىُّ يَا قَيُّومُ بِلَا مُعَيَّنٍ . يَا سُبُّوحُ لَهُ تَأْثِيرٌ فِى الْأَشْيَاءِ جَلَّ شَأْنُهُ . ( يَا قُدُّوسُ عَنْ تَخَيُّلَاتِ الْأَوْهَامِ تَنَزَّهَ سُلْطَانُهُ . يَا مَن يُنْزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ) ( ثلاثاً )
أَغْنِنِى عَنْ خَلْقِكَ بِمُشَاهَدَتِكَ فِى رِزْقِكَ حَتَّى لَا أَرَى عَلَيَّ مِنَّةً لِغَيْرِكَ . وَلَا تُهِنِّى فِى طَلَبِى . وَتَوَلَّنُى فِى كَسْبِى . وَاغْفِرْ لِى مَا رَجَفَ مِنْهُ قَلْبِى وَذَهَلَ مِنْهُ عَقْلِى . وَ بَارَتْ فِيهِ حِيلَتِى . وَانْقَطَعَتْ مِنْهُ حُجَّتِى . وَبَطَلَتْ مِنْهُ مَعْذِرَتِى ، وَسَقَطَ فِى يَدِى ، وَأَيْقَنْتُ أَن لَا مَلْجَأَ مِنْكَ إِلَّا إلَيْكَ . يَا مَنْ سَمَّى نَفْسَهُ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ، وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى مَطْلَعِ شَمْسِ الْقَدَمِ . وَفَاتِقِ رَتْقِ الْعَدَمِ ، وَدَلِيلِ الْكَنْزِ الْأَعْظَمِ . وَسَبِيلِ الْمَلِكِ الأَرْحَمِ وَلِسَانِ عَلْمِ الْقَلَمِ وَإِمَامِ كُلِّ مُقَدَّمٍ وَأَصْلِ نِعَمِ الْعَالِمِ . الَّذِى جَعَلْتَ بَاطِنَهُ لِوَحْدَتِكَ وَظَاهِرَهُ لِرَحْمَتِكَ . وَآخِرَتَهُ لِشَفَاعَتِكَ 
. سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمْ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً إلَى يَوْمِ الدِّينِ ، وَاغْفِرْ لِى وَ لِوَالِدَىَّ وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ آمِينْ . 
وَالْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .

من دَيِوان أهْلِ الذكََّرِ   لنَبرِاس المُِوحَدين  وإمام المُحقيقين :
#سُلطَانِ_الذَاكَِرين_بُرهان_الدين_إمام_أهل_التوحيد_الإخلاصي
اكتب بعفوية،وبلاترتيب،فلاتاخذعلى ان اخطأت في التعبير

ليست هناك تعليقات:

.ان غبت عنكم ولم ترونى

.ان غبت عنكم ولم ترونى
فهذه مشاركاتى ــ بالخير تذكرونى