قال أبو يزيد البسطامي : رفعت السر إلى مواصلة الحق ، فطار بأجنحة المعرفة ، بنور الفطنة ، في هواء الوحدانية ، فاستقبلته النفس وقالت : أين تذهب ؟: أنا نفسك ، لا بد لك مني ، فلم يلتفت السر إليها ، ثم استقبله الخلق ، وقالوا أين تذهب ؟: نحن رفقاؤك وندماؤك ، ولابد لك منا ومن معاونتنا إياك ، فلم يلتفت إليهم ، ثم استقبلته الجنة بكل ما فيها ، وقالت : أين تذهب؟ فإني لك ، ولابد لك مني ؟ فلم يلتفت إليها ، ثم استقبلته العطايا والمواهب والكرامات كذلك ، حتى جاوز المملكة ، وبلغ سرادقات الفردانية ، وجاوز الكلية والأنانية حتى وصل إلى الحق ، وهو المطلوب.
على ضِفافِ الجنّة سينسى كلِّ ذِي همّ همَّــه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق