الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

علامات الساعه





عن أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال:
حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ لَهَرْجًا». قَالَ:
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا الْهَرْجُ؟ قَالَ:
«الْقَتْلُ». فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّا نَقْتُلُ الْآنَ فِي الْعَامِ الْوَاحِدِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَذَا وَكَذَا! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«لَيْسَ بِقَتْلِ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ يَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا؛ حَتَّىٰ يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ، وَابْنَ عَمِّهِ، وَذَا قَرَابَتِهِ». فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَعَنَا عُقُولُنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«لَا؛ تُنْزَعُ عُقُولُ أَكْثَرِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَيَخْلُفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ لَا عُقُولَ لَهُمْ».
ثُمَّ قَالَ الْأَشْعَرِيُّ:
وَايْمُ اللَّهِ! إِنِّي لَأَظُنُّهَا مُدْرِكَتِي وَإِيَّاكُمْ، وَايْمُ اللَّهِ! مَا لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجٌ إِنْ أَدْرَكَتْنَا فِيمَا عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ كَمَا دَخَلْنَا فِيهَا.
=====================
رواه الإمام أحمد وابن ماجه –واللفظ له- وغيرُهما رَحِمَهُمُ اللهُ، وصحَّح الوالد رَحِمَهُ اللهُ إسنادَه، ثم قال:
"وأخرجه ابن حبان (1870) من طريق هزيل بن شرحبيل عن أبي موسى الأشعري مرفوعًا بلفظ:
«إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ لَفِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا» (الحديث) وفيه:
«كَسِّرُوا قِسِيَّكُمْ، وَقَطِّعُوا أَوْتَارَكُمْ، وَاضْرِبُوا بِسُيُوفِكُمُ الْحِجَارَةَ، فَإِنْ دُخِلَ عَلَىٰ أَحَدٍ بَيْتَهُ؛ فَلْيَكُنْ كَخَيْرِ ابْنَيْ آدَمَ».
وسنده صحيح.
ولِلطَّرَفِ الأوَّلِ منه شاهدٌ مِن حديثِ عَزْرَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ خَالِدِ بنِ الْوَلِيدِ قَالَ:
"كَتَبَ إِلَيَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ حِينَ أَلْقَى الشَّامَ بَوَانِيه: بَثْنِيَّةً وَعَسَلاً، فَأَمَرَنِي أَنْ أَسِيرَ إِلَى الْهِنْدِ -وَالْهِنْدُ فِي أَنْفُسِنَا يَوْمَئِذٍ الْبَصْرَةُ- قَالَ: وَأَنَا لِذَلِكَ كَارِهٌ، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ لِي:
يَا أَبَا سُلَيْمَانَ! اتَّقِ اللَّهَ؛ فَإِنَّ الْفِتَنَ قَدْ ظَهَرَتْ. قَالَ: فَقَالَ:
وَابْنُ الْخَطَّابِ حَيٌّ؟! إِنَّمَا تَكُونُ بَعْدَهُ، وَالنَّاسُ بِذِي بِلِّيَانَ، أَو بِذِي بِلِّيَانَ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فَيَنْظُرُ الرَّجُلُ، فَيَتَفَكَّرُ: هَلْ يَجِدُ مَكَانًا لَمْ يَنْزِلْ بِهِ مِثْلُ مَا نَزَلَ بِمَكَانِهِ الَّذِي هُوَ فِيهِ مِنَ الْفِتْنَةِ وَالشَّرِّ؟ فَلاَ يَجِدُهُ. قَالَ: وَتِلْكَ الأَيَّامُ الَّتِي ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ ، أَيَّامُ الْهَرْجِ».
فَنَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكَنَا تِلْكَ وَإِيَّاكُمْ الأَيَّامُ".
أخرجه أحمد (4/ 90)، والطبراني (رقم- 3841) بسند حسنٍ في المتابَعات والشواهِد.
عَزْرَةُ بْنُ قَيْسٍ لم يوثّقه غير ابن حبان، وسائرُ رواته ثقات.
(هَبَاءٌ) أي قليل العقل.
«بَوَانِيه» أي خيره وما فيه من السَّعَةِ والنعمة. و (البَواني) في الأصل: أضلاع الصَّدْر، وقيل الأكتاف والقوائم، الواحدة: (بَانِيَةٌ) كما في "النهاية".
«بَثْنِيَّة» قال ابن الأثير: "البثنية: حِنْطة منسوبة إلى (البَثْنَة) وهي ناحيةٌ مِن رُسْتاقِ دمشق. وقيلَ هي الناعمة اللَّيّنة من الرمْلة الليِنة يقال لها بَثْنة. وقيل هي الزُّبدة، أي صارت كأنها زُبْدة وعَسَل؛ لأنها صارت تُجْبَىٰ أموالُها من غير تَعب".
قوله: «بِذِي بِلِّيَانَ، أَو بِذِي بِلِّيَانَ» هذه رواية أحمد، وقال الطبراني: « ... وذِي بِلِّيَانَ» ولا يخلو مِن شيء، ولعل الصواب ما في "النهاية": "... بِذِي بِلِيٍ وذِي بَلَّي، وفي رواية بذي بِلِيَّان أي إذا كانوا طوائف وفِرَقًا مِن غيرِ إمامٍ، وكُلُّ مَن بَعُدَ عنك حتىٰ لا تَعْرف مَوْضِعَه؛ فهو بِذِي بِلِيٍ، وهو مِن: بَلَّ في الأرض إذا ذَهَب، أراد ضَياع أُمور النَّاس بَعْده". اﻫ من "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1682)، وعَنونَ له رَحِمَهُ اللهُ بقوله:
"مِن أعلامِ نبوّتِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

ليست هناك تعليقات:

.ان غبت عنكم ولم ترونى

.ان غبت عنكم ولم ترونى
فهذه مشاركاتى ــ بالخير تذكرونى