الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

الحاسة السادسة




أحياناً، أقف حائراه أمام هذا الأمر الغريب، الذي يجعلني أقف حائراه مفكراه، متى وأين حدث لي هذا الموقف، يشدني هذا الأمر لدرجة الدهشة، وأحياناً أسأل من هم محيطين بي: كأني رأيت هذا الموقف سابقاً، عزيزي القاريء، تذكر معي وأنت تقرأ سطوري هذه، موقفاً مشابهاً حدث معك، ستجد بأن ما أقوله صحيحاً ويحدث مع كثير من الناس، وبدرجات متفاوتة. إن هذا الأمر بالفعل حير العلماء أنفسهم وهناك من قال بأن هذا الأمر فعلاً يحدث عند بعض الناس وهم أصحاب الحاسة السادسة وهي قوة الحدس وشعور بقرب حدوث الأمر وعند وقوعه، يشعر أصحاب هذه الحاسة بأن هذا الأمر قد حدث معهم مسبقاً، ولكن ما يجعلني لا أميل إلى هذا القول هو أن غالبية الناس تحدث معهم هذه الظاهرة الغريبة، فلو كان الأمر كذلك لما حدث إلا مع عدد قليل جداً من الناس. يقول البعض بأن هذا الامر ناتج عن حلم قد رأيته في وقت سابق، وعند مصادفة حدوث هذا الحلم في أرض الواقع، تشعر كأن الأمر حدث معك سابقاً، ولكن ما يجعلني أعتقد أن هذا القول غير دقيق هو أنك لماذا شعرت كأن الأمر حدث معك سابقاً ولم تتذكر بأنك حلمت به سابقاً؟ هناك من يقول بأن كثير من المواقف المشابهة تحدث مع المرء في حياته، وتتكرر أحياناً بعد المواقف بحذافيرها، وعند حدوث الموقف مرة أخرى تبدأ الذاكرة بالعمل فتتذكر بأن مثل هذا الموقف حدث معك، فتستغرب من هذا الموقف، ولربما أن هذا الموقف قد حدث معك من سنين طويلة، ولكن تكرار حدوثها بالمصادفة تجعلك تشعر بهذا الشعور الغريب، رغم أني اميل إلى هذا القول بنسبة عالية، إلا أن هناك قول آخر في الموضوع جعلني أعتقد خلاف ذلك. عندما خلق الله تعالى سيدنا آدم عليه السلام، عرض الله سبحانه وتعالى على الخلق كيف ستكون حياتهم، وما هو مصيرهم، هل هم بالجنة أم بالنار، هل هم سيكونوا سعيدين أم أشقياء في الدنيا، وقال لهم جل في علاه: ألست بربكم ، فقالوا بلا يا رب، لهذا يقول العلماء المتخصصين بالدين الإسلامي بأن الإنسان عندما يحدث معه بعض المواقف المعينة في حياته، فإن عقله وروحه،ينسجمان ويتذكران الأمر كأنه طيف عابر حدث معهم منذ الأزل، لهذا يشعرون كأنهم رأوا هذا الأمر سابقاً، لذا أعتقد بأن هذا هو الجواب لهذه الظاهرة الغريبة والمحيرة التي تحدث معنا. 

ليست هناك تعليقات:

.ان غبت عنكم ولم ترونى

.ان غبت عنكم ولم ترونى
فهذه مشاركاتى ــ بالخير تذكرونى