كنت أقرأ تعليق وشرح الشيخ بن عثيمين -رحمه الله تعالى- للحديث الذي يحكي كيف شُرِعَ الآذان
وقصة رؤيا عبد الله بن زيد -رضي الله عنه- التي أقرّها النبي صل الله عليه و أمر بأن يُؤذن بلال , يقول بن عثيمين في شرحه للحديث:
” وهذا الأذان أصل مشروعيته أن النبي صل الله عليه وسلم لمّا هاجر إلى المدينة وصار للأمة الإسلامية دولة وكيان , وكثُر المسلمون وشُرِعت صلاة الجماعة صار الناس لا يدرون عن الوقت , فأرادوا أن يجعلوا لهم علامة لدخول وقت الصلاة حتى يجتمعوا إليها , فقُدِّمت اقتراحات:
منها: البوق , ينفخ فيه حتى يكون له صوت.
ومنها: الناقوس: وهو يشبه الجرس لكن له صوت قوي لأنه كبير.
ومنها: نار توقد حتى يراها الناس ليعلموا أنه دخل الوقت.
وكل هذه الاقتراحات رُفِضت ، لأن هذه كلها دعاء إلى عبادات شَركية, فالناقوس للنصارى , والبوق لليهود, والنار للمجوس, فرُفِضَت هذه الاقتراحات.
ولأهمية هذا الأمر اهتم المسلمون لذلك كثيرًا . وما السبيل الذي يجمع الناس عند دخول الوقت؟ فرأى عبد الله بن زيد بن عبد ربه-رضي الله عنه- في المنام طائفًا يطوف به يعني رجلًا يطوف به, وبيده ناقوس فقال له: أتبيع عليَّ هذا؟ قال: وما تصنع به ؟ , قال: أُعلِمُ به للصلاة. قال: ألا أدلك على خير منه, تقول: الله أكبر الله أكبر … وذكر الآذان , ثم أتى عبد الله إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فقصّ عليه الرؤيا, فقال: ( إنها لرؤيا حق, اذهب فألقها على بلال فإنه أندى صوتًا منك), فلمّا سمع عمر –رضي الله عنه- أذان بلال جاء إلى الرسول صل الله عليه وسلم وأخبره أنه رأى مثل ما رأى عبد الله بن زيد, فتطابقت الرؤيتان على هذه الصفة, وأيدها النبي صل الله عليه وسلم, ومن المعلوم أنها لم تثبت مشروعيتها إلا بعد إقرار الرسول صل الله عليه وسلم لها , حيث قال: (إنها لرؤيا حق) … ) ”
وقال -رحمه الله تعالى- بعد أن شرح معاني الأذان وكلماته :
“هذا هو الأذان: فهو ذِكْر, وإعلانٌ بكبرياء الله عزَّ وجلَّ, وشهادة بالحق, وإعلان بالتوحيد, وإعلان بالرسالة, ودعوة إلى الصلاة, ودعوة إلى الفلاح, فالدين الإسلامي –ولله الحمد- تعليماته لها هذه المزية العظيمة, وبهذا نعرف فضائل الإسلام.
أما الأمم السابقة فليس فيها إلا نواقيس, وأبواق, ونيران, وربما يكون علاماتٌ أخرى كالصفير وغيره “
فالحمد لله على نعمة الاسلام وكفي بها نعم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق